مراجعة شاملة وتقييم للعبة Assassin's Creed Shadows
تعود سلسلة Assassin's Creed هذا العام بعد غياب لفترة، خاصة من حيث العناوين الرئيسية التي كانت تصدر بشكل سنوي، إذ قررت يوبيسوفت إعتماد مقاربة جديدة خلال الفترة الماضية من أجل إعادة وضع اللبنات حول مسار السلسلة في المستقبل، وهو ما جعلنا متحمسين حقا لتجربة الجزء القادم من اللعبة وهنا الحديث عن العنوان المنتظر Assassin's Creed Shadows الذي تعرض في فترة تطويره لمد و جزر، خاصة على مستوى تاريخ الإطلاق إذ كانت رغبة الفريق المطور أكبر لترميم الصفوف و العمل على صقل اللعبة قبل إطلاق هذه الأخيرة، خاصة أنها تنقلنا إلى اليابان في حقبة من تاريخها الرائع، يوبيسوفت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشكرهم على إتاحة الفرصة أمامنا لتجربة اللعبة و تقديم مراجعة شاملة عنها، حيث امتدت تجربتنا في عالمها لعشرات الساعات في الأيام الماضية لكنها كافية جدا لتبني رأي حول محتواها عن طريق مراجعة شاملة و وافية فتابعوا معنا.
المعلومات الأساسية
عنوان اللعبة: Assassin's Creed Shadows
المطور: يوبي سوفت
الناشر: يوبي سوفت
تاريخ الإصدار: 20 مارس 2025
الأجهزة: بلايستيشن 5، اكسبوكس سيريز، PC
التقييم العمري: مناسب لعمر 18 سنة فما فوق
أول ما يمكن الحديث عنه بطبيعة الحال هو القالب القصصي للعبة، حيث تقودنا أحداثها إلى اليابان في القرن السادس عشر حيث نتقمص دور شخصية الشينوبي ناوي و الساموراي ياسوكي، القصة في المجمل تركز بداية على ناوي خلال رحلة الانتقام لوالدها لكن في هذه الرحلة الصعبة و الطويلة تلتقي مع الساموراي الاسطوري ياسوكي.
حيث يجتمع هؤلاء على نفس الأهداف لتصبح المغامرة أكثر إثارة و تشد الإنتباه، البناء القصصي في اللعبة كان جد مميز من خلال التعريف بكل شخصية و ماضيها خاصة بالنسبة البطلة ناوي، التي تحصل على إهتمام كبير في البداية و يتم تسليط الضوء أكثر على قصتها و ماضيها رفقة عائلتها في قرية ايغا حيث ترعرعت طيلة طفولتها، قبل المرور إلى البطل ياسوكي الذي هو الآخر سيكون له دور هام في أحداث اللعبة.
عموما القصة كانت مثيرة جدا و تتخد عدة مسارات خاصة مع النظام الجديد الخاص بالمستطلعين الذي عزز عنصر التشويق و متابعة المهمات من كل الجوانب بهدف رصد أعضاء المنظمة السرية و تشكيل خيوط القصة، نواصل دائما لكن هذه المرة مع محتوى اللعبة و عالمها إد بالإضافة إلى القصة الرئيسية توفر اللعبة محتوى ضخم جداً على نفس منوال الاصدارات السابقة من السلسلة، خاصةً أننا أمام جزء رئيسي من Assassin's Creed و الأول من نوعه حصريا على أجهزة الجيل الحالي.
فقد كان الرهان كبير جدا على تقديم طفرة نوعية و هو حقا ما رصدت في تجربتي، خاصة على مستوى عالم اللعبة فعنصر الاستكشاف يكافئ اللاعب دائما سواء من خلالها البحث و التجوال في العالم يمكنك مصادفة شخصيات مغلوب على أمرها تنتظر إنقاءك لها و تكافئك جراء ذلك، عن طريق تقديم معلومات لمناطق كنوز ثمينة أو غزو معسكرات الأعداء و القضاء على الزعماء للحصول على مكافآت و غنائم تطور و تحسن من جودة عتادك و دروعك.
ناهيك عن ذلك يمكن خوض تحديات جديدة في العالم عن طريق نبش القلاع المهجورة و كذلك استكشاف المغارات، التي تتوزع بشكل يضمن استكشافها باستخدام كل شخصية على حدى، فعاليات العالم كثيرة و ممتعة للغاية حيث كانت عدة لحظات نترك المهمة الرئيسية و نتوجه إلى خوض المحتوى الجانبي خاصة مراحل تربط الصلة بينك و بين البيئة عن طريق رسم الحيوانات في البرية و المزيد، كل هذا يضمن لك الحصول على مكافآت جيدة و الأهم الحصول على موارد لتطوير القاعدة الخاصة بك.
هذا ما يجرنا إلى النقطة القادمة، و هنا الحديث عن القاعدة الخاصة بالعمليات التي ستتيح لك إدارة جميع العمليات و فتح المهام الجانبية عن طريق بناء عدة مباني، كل منها له وظيفة معينة مثلا الحداد الذي يطور من عتادك حسب المستوى الخاص بك إضافة إلى مبنى العصبة، الذي يتيح لك تجنيد مستطلعين جدد و استخدامهم في عدة مهام أهمها جلب المؤن من القواعد العسكرية الخاصة بالأعداء، حيث تساعدك على تطوير المباني و الاستفادة من خصائص متقدمة للغاية تسهل من إدارة العمليات و كذلك تحسين تجربة اللعب، هذه القاعدة شيء أساسي في تجربتك، بحكم أنها تتيح لك أيضا فتح مكاتب في أغلب مقاطعات اليابان و بالتالي ضمان التنقل بينها في لمح من البصر.
ما دمنا تطرقنا إلى المستطلعين في الفقرة السابقة سنواصل حديثنا عنها تحت إطار أسلوب اللعب هذه المرة، بحكم أن نظام المستطلعين جلب إلى اللعبة أحد أهم الخصائص الجديدة و التي اعتبرها من النقاط الإيجابية للغاية في جزء Assassin's Creed Shadows، و قد تبني عليها السلسلة مستقبلا لتحسين و تطوير التجربة أكثر، بحكم أن هؤلاء المجندين لديك يمكنك الاستعانة بهم لاستكشاف مناطق المهام الرئيسية و الجانبية أيضا.
بحيث أن نظام اللعبة في الواقع لا يمنحك المؤشر حيث يجب عليك التوجه (يمكنك إلغاؤه لكن ستخسر ميزة التروفي أو الإنجازات)، بالتالي يترك أمامك الاختيار للتوجه و البحث لكن مع وجود المستطلعين يمكن إرسال إلى غاية 3 أشخاص لاستكشاف المنطقة التي تلمح لك فيها الإرشادات لمعرفة الوجهة الصحيحة، و هو في البداية سيكون نوعا ما نظام غريب عليك لكن مع تبسيط الفكرة و فهمها أكثر سيكون التعامل معه طبيعي للغاية، هذا النظام جعل اللعبة تستفيد من عدة خصائص على مستوى أسلوب اللعب، خاصة الاستعانة بالحلفاء الذين يمكنك لقائهم في رحلتك.
حيث سيقدمون على مساعدتك أثناء المواجهات في القلاع و المستوطنات الخاصة بالاعداء و غيرها، و بالعودة إلى جوهر أسلوب اللعب الشخصية الرئيسية ناوي اعتبرها من أنجح الشخصيات في تاريخ السلسلة خاصةً أنها تتميز بسلاسة الحركة و الخفة، ما جعل تجربتنا أغلب الوقت في كنف مغامرتها حيث توفر لنا اللعبة عن طريق شبكة المهارات تشكيلة ضخمة جدا من التخصيصات و التعديلات على نظام اللعب.
فعند استخدام أي فئة من الأسلحة ستحصل على مهارات و تطويرات خاصة فيما يتعلق بالقدرات، الأمر الذي جعل التجربة مثيرة و في كل مرة أرغب بتجربة شي مختلف، خاصة رفقة الشينوبي ناوي التي تستفيد من المجداف أثناء التنقل في الأسطح و التسلل خلسة بالاعداء ناهيك عن الانبطاح و البحث عن الفرصة لاغتيالهم دون ترك أي أثر.
حيث تعتمد على أسلحة مساعدة مثل الكوناي لإطفاء الأنوار في الليل و النيل منهم، مع الإشارة أنه عند رفع مستويات الصعوبة تزداد المتعة خاصةً أن قوة الرصد عند الأعداء تصبح سريعة جداً و حتى فوق الأسطح تكون مكشوف تماما، جميعها عناصر عززت أسلوب التسلل في اللعبة بالتالي تجربة Assassin's Creed كلاسيكية للغاية.
بخلاف شخصية الساموراي الاسطوري ياسوكي الذي يعتمد في أسلوب اللعب أكثر على المواجهات مع الأعداء باستخدام تشكيلة متنوعة من الأسلحة الغير مشتركة بين الشخصيتين، بحيث أن كل واحد منهم له نظام تخصيص مختلف و لا يتشارك هؤلاء سوى في المستوى العام و نسبة التقدم بالقصة، عدا ذلك لكل شخصية مهارات خاصة و أسلحة مختلفة لتطويرها تحتاج إلى تجميع موارد خاصة لكل جانب منهما.
لكن كما أشرت ياسوكي يفضل الاستعانة به أثناء المواجهات مع أعداد كبيرة من الجنود فيما الشينوبي يستحسن الاستعانة بها لضرب المعسكرات من الداخل، خاصة أن اللعبة توفر سهولة مطلقة للانتقال بين الشخصيتين، في إطار أسلوب اللعب تتيح لنا Assassin's Creed Shadows نظام تقدم يعتمد على المستويات بالأساس و تسعى في رحلتك للحصول على أفضل الدروع و الأسلحة مع تطويرها.
خاصة بالنسبة للعناصر النادرة و الأسطورية مع تواجد قائمة ضخمة من الأسلحة عن طريق مجموعة فئات بين المخصصة للقتال عن قرب و أخرى مخصصة للقتال عن بعد و المتوسط، طريقة القتال يمكن التعود عليها بسرعة إذ تعتمد على ضبط توقيت الصد و الرد على العدو، لكن عند تقمص شخصية ناوي يفضل عدم مواجهة مجموعات ضخمة من الأعداء في نفس اللحظة نظراً لصعوبة الأمر و ترك الفرصة أمام ياسوكي، بالعودة إلى أسلوب القتال تقدم Assassin's Creed Shadows تجربة متكاملة و مصقولة للغاية، و لو أنني ما زلت أعاتب على مصممي نظام القتال عدم التنويع في مشاهد إنهاء القتال التي تتكرر معك طيلة المغامرة و السبيل للحصول على مشاهد متنوعة هو التبديل بين الفئات سواء الخنجر و سلاح الكاتانا و غيرها من الأسلحة.
لم يتبقى أمام مراجعتنا للعبة Assassin's Creed Shadows سوى القليل لاسدال الستار عنها بعد مغامرة رائعة في عالمها، و لا يمكن أن نتحدث عن كافة الجوانب دون استحضار أحد أهم العناصر المشكلة لنجاح أي لعبة، و هنا الحديث عن الرسومات التي في لعبة Assassin's Creed Shadows انتقلت بنا إلى الجيل الجديد من محرك Anvil الخاص بسلسلة Assassin's Creed.
بعدما وعدت من خلاله يوبيسوفت على تحقيق قفزة نوعية على المستوى التقني من جميع الجوانب، إلا أن هذه النقطة بالتحديد لم تكن في نفس حجم انتظارنا خاصة فيما يتعلق بحركة الشخصيات الرئيسية حيث ما تزال هذه الأخيرة تواجه صعوبات في إبراز حضورها فيما يتعلق بتعابير الوجه، رغم المجهودات التي لا نبخس حقها إلا أنها ما تزال بعيدة تماماً عن عناوين ضخمة توفرت في السنوات الماضية.
ما يؤكد ضرورة استمرار العمل على تحسين التجربة خاصة فيما يتعلق بطريقة و إدارة الحوارات بين الشخصيات، التي تظل مثل مجسم صنم يتحدث للأسف بدون أي تفاصيل أعمق تبت الحياة في هذه الشخصيات، رغم أن المحرك في نسخته الجديدة نقل تفاصيل و جودة العالم إلى مستوى متقدم للغاية.
إذ تظل من نقاط قوته هو كمية التفاصيل التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في آخر نقطة من الشاشة، إضافة إلى كثافة التفاصيل و البيئة المحيطة من أشجار و نباتات و قرى تم تصميمها بالكامل باحترام تام لكافة المعايير و تقديم صورة اليابان في تلك الحقبة الزمنية بشكل رائع، دون إغفال نظام الفصول الجديد في لعبة Assassin's Creed Shadows الذي يجعل العالم ديناميكي بمعية التغيرات المناخية الواقعية.
مع حركة الرياح التي تجعل كل البيئة المحيطة تتحرك من تطاير الاوراق و حركة الأشجار التي تُشعرك بأن هناك عالم حي تجري فيه الأحداث، إلا أن أكثر ما راقني يظل نظام الفصول الأربعة حيث على سبيل المثال في فصل الشتاء تختفي آثار الطرقات بسبب كثافة الثلوج، و بالتالي العبور على الأقدام يصبح بطيئ نظير صعوبة الحركة ناهيك عن تفاصيل كل فصل على حدى التي تظهر جليا على البيئات المحيطة من تساقط الأوراق في الخريف على سبيل المثال.
الأمر الذي توفق فيه الفريق المطور جملة و تفصيلا ناهيك عن المؤثرات البصرية التي كانت تعاني من بعض المشاكل التقنية، لكن في خلال غوصنا بالمراجعة تم إطلاق تحديث من طرف يوبيسوفت و نشكرهم على تفهم الأمر، بحكم أن التحديث حقا نقل اللعبة إلى مستوى أفضل بكثير خاصة فيما يتعلق جودة المؤثرات البصرية التي تعتمد على نظام إضاءة شامل و ظلال باستخدام تكنولوجيا تتبع الأشعة.
على جهاز بلايستيشن 5 حيث كانت التجربة طيلة أيام الأداء كان رائع للغاية خاصةً عند تفعيل نمط متوازن، الذي يضمن لك الحصول على أعلى جودة رسومات مع دقة 4K ديناميكية مع معدل إطارات في حدود 40 لكن بفضل تقنية VRR الشاشة لدينا لم تسجل أي مشاكل لرفع معدل الإطارات و شعرنا بسلاسة الحركة طيلة أطوار المغامرة، مع التذكير أن اللعبة توفر نمط جودة بنفس الاعدادات الرسومية لكن مع 30 إطار فقط فيما نمط الأداء يضمن تجربة بمعدل 60 إطار بالثانية.
لكن مقابلها تخسر الكثير من تفاصيل الرسومات خاصة المؤثرات البصرية التي تمنحها تقنية تتبع الأشعة بالإضافة إلى تفاصيل الشخصيات، الأمر الذي يجعل الاختيار نوعاً ما صعب أمام من يرغب بالحصول على أفضل تجربة، صوتيات اللعبة من جهة أخرى كانت غاية في الروعة وهو أمر كان متوقعا خاصة أن المغامرة تنقل اللاعب إلى أحضان اليابان في حقبة زمنية تاريخية و رائعة جدا.
تميزت أيضا باعتماد الفريق المطور داخل يوبيسوفت بتقديم مقاطع و معزوفات جميلة جدا مقتبسة من الثقافة المحلية، عن طريق الاستعانة بآلات موسيقية ساعدت على نقل تلك الأجواء الساحرة في العالم إلى أذن المتلقي وهو التحدي الذي توفق فيه جميع الفريق، خصوصا المؤثرات الصوتية التي تلتقط في أحضان الطبيعة و ذلك اللقاء بينك و بينها عند الاستكشاف الذي يجعلك تنغمس تماما داخل المغامرة الأمر الذي جعلنا نمضي أكثر من 70 ساعة على الأقل في عالمها.
بلغت مراجعتنا للعبة Assassin's Creed Shadows محطتها الأخيرة حيث وخلاصة لهذه الأسطر، لا يسعنا سوى أن ننوه بالمجهود الذي قام به الفريق المطور والعمل طيلة هذه السنوات لتقديم أول جزء رئيسي من السلسلة في اليابان و الذي من وجهة نظرنا نجح فيه بنسبة كبيرة جداً على كافة المستويات، و لو أن هذه الأخيرة خيبت الظن في نقاط معينة كما سبق و أشرنا إلا أن التغيير حقا ملموس و نستشعره نظير كمية الأفكار الجديدة التي تم تقديمها على أمل الاستمرار بنفس النهج خلال الإصدارات المقبلة.
التقييم النهائي: 8,5/10