مراجعة شاملة وتقييم للعبة Astro Bot

مراجعة شاملة وتقييم للعبة Silent Hill 2 Remake

 

لعبة Silent Hill 2 Remake منذ الإعلان الرسمي عنها كانت أحد العناوين المنتظرة للغاية من جانبنا، خاصة أن الفريق الذي يقف خلفها وعد بأن تقدم هذه الأخيرة إعادة صياغة للإصدار الأصلي دون المساس بعناصر اللعبة الرئيسية، و هو ما كانت لنا فرصة الخوض في غماره طيلة الأيام القليلة الماضية، حيث نشكر فريق كونامي على إتاحة الفرصة أمامنا لخوض غمار هذه التجربة و مشاركتكم هذه المراجعة الشاملة فتابعو معنا.

المعلومات الأساسية:

عنوان اللعبة: Silent Hill 2 Remake
الناشر: Konami
المطور: Bloober Team
نوع اللعبة: رعب نفسي
تاريخ الإصدار: 8 أكتوبر 2024
الأجهزة: بلايستيشن 5 و البي سي
التقييم العمري: 18 عاما فما فوق

أول ما يجب الإشارة إليه أن فريق التطوير Bloober Team أظهر احترام كبير جدا لمكانة السلسلة لدى المعجبين و بالخصوص الجزء الثاني Silent Hill 2، الذي يمتلك مكانة خاصة لدى الجماهير العاشقة للسلسلة حيث سلط الضوء أكثر على القصة و العمل على إعادة صياغة سردها، دائما بالحفاظ على جوهرها وعناصرها الأساسية بما فيها شخصية James Sunderland.

بعدما أشتغل جيدا على بناء خلفيته القصصية و الصراعات النفسية بداخله حيث بمجرد توصله برسالة من زوجته المتوفية اشتعلت نار الأمل في قلبه ذاهبا إلى مدينة التل الصامت للبحث عنها، قبل اكتشاف حقيقة هذه المدينة الملعونة و مواجهة مخاوفه الداخلية في حبكة قصصية فريدة من نوعها تجعلك مرتبط بالأحداث و انتظار الفصول القادمة بأحر من الجمر.

ناهيك عن لقاء عدة شخصيات هي الأخرى لها أسباب و دوافع من تواجدها بالمدينة التي تمتزج فيها بين الحزن و الذنب و الندم على وقائع في الماضي، جميعها عناصر في رأيي أحسن التعامل معها الفريق المطور خلال هذا المشروع، و أحسن خلق توليفة رائعة تجعلك مرتبط باللعبة من البداية إلى النهاية بدون أي ملل أو تمطيط في الأحداث إطلاقا و أعتبرها أحد نقاط القوة الأساسية.

 

في جزئية أسلوب اللعب هذه الأخيرة و على الرغم من محدودية العناصر في طريقة اللعب، إلا أن الفريق تعامل مع ماهو متاح أمامه خاصة أن اللعبة الأصلية كانت جد محدودة في هذا الجانب إد تعتمد على الضرب و التفادي باستخدام العصا الخشبية أو الحديدية ناهيك عن الأسلحة مثل المسدس و Shotgun، إذ يتضح أن الفريق لم يرغب بالتغول أكثر في ملامح أسلوب اللعب حتى لا يفسد التجربة و هو ما سنعود إليه لاحقاً للتفصيل فيه.

الفريق بالمقابل فضل التركيز على عناصر أخرى تستحق المواكبة مثل الالغاز و تركيبتها الأصلية التي تغيرت بالكامل، فإذا كنت تتوقع نفس الحلول و الخطوات أنصحك بمراجعة حساباتك عزيزي اللاعب لأن العناصر هنا اختلفت بالكامل للأحسن طبعا، بوجود عدة أفكار متجددة و أخرى مبتكرة للغاية و لو أنها تطول مدة اللعب إلا أن التركيز معها و تعزيز عنصر الاستكشاف جعلها في رأي ممتعة للغاية.

و تعود بنا إلى ذكريات الزمن الجميل حيث كانت الحلول غير موجودة و عليك البحث عن الحل بنفسك عن طريق الإطلاع على كل شبر من عالم اللعبة الضخم و المترابط، دائما مع النقاط الإيجابية بأسلوب اللعب نظام الخريطة كان بفكرة متميزة و اعتبره أفضل نظام لألعاب من هذا النوع، حيث يدون بطلنا جيمس كل الملاحظات خلال رحلته المخفوفة بالمخاطر ما يساعدك على استكشاف كل زاوية و ركن من عالمها.

 

أيضا لا يفوتنا الإشارة إلى طريقة التفاعل مع الخيارات بالقصة الرئيسية التي تكون لها تبعات و تأثيرات تجعل النهاية مختلفة من تجربة لأخرى، ما يعطي فرصة أمامك لإعادة تختيمها عدة مرات قصد استكشاف جميع النهايات و كافة الحوارات المخفية، نمر الآن إلى الجوانب السلبية و التي كان من الممكن أفضل مما كان فيها.

و نخص بالحديث طريقة الحركة و انميشن الشخصية الرئيسية بنفسه الذي تشعر أنه مجرد روبوت يتحرك أمامك بدون أي تفاعل مع البيئة أو الأجسام خاصة أن اللعبة مخصصة للجيل الحالي و كان من المفترض استغلال هذه الميزة لإعطاء الشخصية عناصر حيوية و تقديم تجربة مكتملة الصفوف، حتى على مستوى المواجهات مع الوحوش طريقة الصد و التفادي تظل بدائية للغاية و لا ترقى لعنوان تم تطويره لأجهزة الجيل الحالي، و لو أننا يمكن تفهم توجه الفريق بعدم المساس بجوهر اللعبة الأصلية إلا أن طبيعة الريميك تفرض تطوير هذا الجانب من وجهة نظري التي قد يختلف معها البقية، و لو أنه في المجمل الأسلوب الكلاسيكي مع الاضافات المقدمة خلقت مزيجاً مناسب للعبة خاصة عند التعود عليه مع تقدمك في الأحداث.

 

نمر الآن إلا أحد الجوانب الرئيسية في أي عنوان بطبيعة الحال و هي الرسومات و الصوتيات التي يجب تخصيص لها حيز مهم في مراجعة لعبة Silent Hill 2 بنسخة الريميك، بحكم أن طبيعة السلسلة و جو الضباب في عالمها كان سابقا بهدف حجب القيود التقنية لأجهزة الألعاب و استغلاله لخلق جوانب الرعب النفسي ناهيك عن الأصوات.

إلا أن إصدار الريميك تعامل استوديو Bloober Team مع هذا المعطى بذكاء كبير، حيث يمكنك مشاهدة المناطق البعيدة من المدينة من الأعلى إلا أن الضباب و تركيبته التقنية يجعلك مرتبك طوال الوقت و توقع المفاجأة الغير سارة من الوحوش المتربصة بك في أركان المدينة، التكنولوجيا الخاصة بمحرك رسومات Unreal Engine 5 جعلت تنزيل هذا التوجه على أكمل وجه.

حيث أن الضباب تشعر بالحياة فيه سواء من حيث الحركة المستمرة و كذا كثافته ناهيك عن المؤثرات البصرية المتواجدة فيها، اللعبة من حيث جودة الرسومات تمثل قفزة نوعية و أعتبرها أحد النقاط القوية، لا من حيث بناء المراحل و تفاصيل العالم الدقيقة مثل الأجسام و جودتها العالية باستخدام عناصر مقتبسة من صور حقيقية و تفاعلها مع الإضاءة بواقعية، خاصة المناطق التي يسيطر فيها الظلام و تشعر بالرهبة و التوتر أثناء وجودك فيها إد جرى التعامل معها بشكل مناسب بفضل قدرات محرك الرسومات.

 

الأمر الذي يؤكد أننا أمام منتج مخصص لأجهزة الجيل الحالي رغم العيوب التي سبق لنا التطرق إليها على مستوى فيزيائية الحركة و سلاسة اللعب، ريميك Silent Hill 2 يقدم اختيارات أمام اللاعبين على مستوى جودة الرسومات بين الأداء الذي يضمن لك تجربة 60 إطار بالثانية و لو أنها غير مستقرة دائماً، إلا أنها فرصة للعب بشكل سلس و لو أنها تفقدك عدة تفاصيل بالمقارنة مع طور الجودة، الذي يتيح لك تجربة قوية رسوميا و لو أنها محدودة على 30 إطار بالثانية.

لكن من حيث جودة الإضاءة و التفاصيل في العالم تظهر تفوقا واضحا على جهاز بلايستيشن 5 حيث كانت تجربتي في اللعبة، و يمكنك ملاحظة الفوارق بين النمطين، إضافة إلى ذلك تصميم الشخصيات لا يفوتنا الإشارة إليه، حيث أن كل شخصية تتميز بمقومات خاصة و بناء قصصي قوي تعكسه جودة الرسومات العالية في تصميمها و اخراج المقاطع السينمائية يوضح هذا الطرح.

 

إد تمت بمستوى أقل ما يقال عنه أنه مثالي للغاية و يجعل نسخة الريميك ترتقي إلى مصاف الاصدارات الرائعة خلال السنوات الماضية، و يعتبر بريقة أمل لمشاهدة لما لا عناوين أخرى من السلسلة تستفيد من إصدار ريميك و ما أكثرها بطبيعة الحال، من جهة أخرى على مستوى الصوتيات.

فقد كانت أحد العناصر الأكثر إبداعا من استوديو Bloober Team و الفريق المسؤول عن تصميم المؤثرات الصوتية، التي تعتبر أحد مميزات سلسلة Silent Hill تاريخيا و أستمر عليه الحال في هذا الإصدار الجديد، عن طريق إعادة تسجيل و توزيع مجموعة من المقاطع من المنتج الياباني الشهير أكيرا ياماوكا، الذي امتعنا بمجموعة من المقاطع الموسيقية الرائعة، التي جعلتنا نقف عدة مرات للتركيز مع تفاصيلها و كيف تم الاحتفاظ بأصول لمساتها الإبداعية مع تطويرها إلى الأفضل.

 

و نفس الطرح ينطبق على المؤثرات المحيطة بالبيئة و الأصوات التي تكاد لا تفارق كل منطقة في عالم اللعبة، حيث تخلق جوا من التوتر و الخوف من مفاجأة غير سارة قد تكون في انتظارك إد تعامل معها الفريق بإحترافية مطلقة، خاصة عند استخدام سماعات الرأس ذات جودة عالية فكل صرخة أو همسة كفيلة بجعلك تتوتر خاصة عند سماع خطوات الوحوش في الظلام الدامس.

لا يفوتنا التطرق أيضا إلى مستوى الأداء الصوتي لممثلي الشخصيات بدون استثناء حيث ينعكس أدائهم الصوتي على المؤثرات البصرية لتعابير الوجه، ما يجعل Silent Hill 2 Remake على هذا النطاق فعلا تجربة استثنائية و غير مسبوقة على أمل أن نشاهد استمرارية في المستقبل من طرف الفريق إذا أتيحت له فرصة العمل على أجزاء أخرى.

 

كخلاصة لمراجعتنا للعبة Silent Hill 2 Remake فقد كانت هذه الصياغة الجديدة لأحد العناوين الكلاسيكية من كونامي فعلا بمستوى التطلعات، خاصة أن الفريق الذي يقف خلفها كان Bloober Team الذي أبدع في مجموعة من الجوانب و لو أنه لم يتوفق في بعض الاختيارات، إلا أنه في المجمل أرى بأن اللعبة فاقت التوقعات نظير الغياب لعدة سنوات، حيث توقفت بصفة مفاجئة على أمل أن تكون فرصة لعودتها بنفس هذه المقومات التي أرى أنها ناجحة و قد تجعلها مستمرة لسنوات عديدة.

التقييم النهائي: 9/10