مراجعة شاملة وتقييم للعبة God of War Ragnarok
بعد انتظار دام أربع سنوات أخيرا أصبحت لعبة God of War Ragnarok بين أيدينا لعدة أسابيع قصد تجربتها و الوقوف على مكان القوة و الخلل و كم هو رائع اكتشاف هذه التجربة في أراضي الأساطير الاسكندنافية بعد انتظار دام لعدة سنوات من الترقب و الشوق للعودة إلى اكتشاف هذا العالم المتميز، و الإطلاع على أحداث و استكمال المغامرة رفقة كل من كريتوس و اتريوس خلال هذه الأحداث التي انطلقت بقوة من خلال إصدار عام 2018، حيث جعلت مجموعة من الأسئلة مطروحة من طرف مجتمع اللاعبين، الشيء الذي جعلنا متحمسين لاكتشاف كل هذا و ما ستؤول إليه الأمور خلال الجزء الجديد الذي فعلا جعلنا منذ أول وهلة نندمج معه، و بالتالي من خلاله أتاح لنا فرصة الإطلاع و الصول و الجول في ربوع محتواه بالكامل عن طريق تجربة استثنائية للغاية، الشيء الذي سنترككم معه من خلال هذه المراجعة الشاملة للعبة God of War Ragnarok التي لم نتردد ولو دقيقة في تقديمها بكل شغف بعد تجربة اللعبة و تحليل كما يقال جميع محتواها.
المعلومات الأساسية
عنوان اللعبة: God of War Ragnarok
الناشر: Sony PlayStation
المطور: Sony Santa Monica
النوع: أكشن اربيجي
تاريخ الإصدار: 9 نوفمبر 2022
الأجهزة: بلايستيشن 5 و بلايستيشن 4
التصنيف العمري: مناسب لسن 18 عاما فما فوق
أول من يمكن الحديث عنه في بداية الرحلة ضمن هذه المراجعة الشاملة للعبة God of War Ragnarok هو بكل تأكيد القطاع المرتبط بالقصة و الأحداث التي تنطلق بعد أشهر قليلة فقط من نهاية أحداث الإصدار الأول بالأراضي الاسكندنافية، إلا أن شخصية اتريوس أصبح يظهر عليه النضج نوعا ما.
بحكم أنه يمتلك الان مجموعة من المسؤوليات خلال الحياة، و يتم تكليفه من طرف كريتوس على سبيل المثال بالصيد إلا أنه و مع بزوغ فجر معركة الراجناروك بعد مخلفات نهاية اللعبة في أحداث الجزء السابق، أصبح هذا الأخير ينجز مجموعة من الأعمال سرا قصد معرفة المزيد من الاجابات عن أسئلة يفترض به حسب قول كريتوس أن لا يبحث عنها، لعدم إثارة الحرب مع آلهة الأيسير الاسكندنافية.
إلا أن الأمور ستتجه إلى مسار مختلف تماما عند مواجهة كريتوس في أول ساعات اللعب مع شخصية ثور، الذي كما كان متوقعاً جاء بحثا عن الانتقام و بعد تخليص ذمته من الانتقام بعد وفاة أبنائه، تنطلق رحلة البطل كريتوس و اتريوس بحثا عن السلام و في نفس الوقت لمعرفة المزيد عن الاجابات التي يفترض أن يبحث عنها اتريوس.
و هي الرحلة المثيرة التي تأخذنا إلى عوالم جديدة بالكامل مثل عالم الاقزام و عالم الضباب بالإضافة إلى عالم الغابات و السحرة، جميعها محطات لأول مرة يمكن زيارتها و الأهم أنها بتفاصيل قوية يمكن استكشاف كل شبر منها هذه المرة دون طبعا حرق الأحداث، اللعبة تضع بين أيدي اللاعبين مجموعة من الشخصيات الجديدة و المواقف العصيبة، التي قد تسبب في خسارة عزيز عليك من الأصدقاء و أحيانا تعيش أجواء رائعة لا تمل منها مع أشخاص إلى وقت قريب لم يكن متصور أن تلاقيها في المغامرة.
بالإضافة إلى مفاجآت غير متوقعة تماما بصراحة ارفض الإشارة إليها كما عودناكم دون أي أنواع من الحرق، بالنسبة لمحتوى اللعبة بصفة عامة بالإضافة إلى القصة الرئيسية و الاحداث التى تقدم لعبة God of War Ragnarok هناك العوالم التسعة، التي تم تجديدها بالكامل و فتحها حتى يكون بمقدور اللاعبين استكشاف محتواها و الإطلاع على أسرارها.
بحكم أن الشخصيات دائما تتحدث في هذه المغامرة و مع وجود اللغة العربية بدعم شامل في God of War Ragnarok، يمكن القول أن جميع البهارات كانت حاضرة فيها، حيث نستمتع بجميع المواقف و الحوارات خاصة من الموسوعة المتنقلة ميمير، الذي يعتبر أكثر رجل حكيم في هذا العالم بالاساطير الاسكندنافية حيث يمدك بمجموعة من المعلومات عن أحداث وقعت في الزمن الماضي.
و هي في حقيقة الأمر تجهزك لوضع خلفية عن أحداث قادمة لا محالة، و هو موقف فعلا لاحظته خلال عدة لحظات ناهيك عن المهمات الفرعية التي تم تعزيزها هذه المرة أكثر في المغامرة، و أنصح الجميع بالخوض فيها أولا كلما توفرت أمامك قبل الأحداث الرئيسية لأن بعضها قد يختفي، بما أنه مرتبط ببعض الشخصيات التي قد لا تحضر معك.
بالإضافة إلى أن حضور هذه الشخصيات سيساعدك على تجاوز بعض المحطات و الصعوبات و الأهم فهم بعض التفاصيل في أحداث القصة الجانبية المفيدة دائما، وبالتالي مثل هذه العناصر في اللعبة بالإضافة إلى المحتويات و الأدوات التي يمكن تجميعها في العالم مثل تطويرات الأسلحة و الإضافات بالإضافة إلى القدرات الخاصة، تجعل من عنصر الاكتشاف نقطة قوة دائما في معجم لعبة God of War Ragnarok و أكيد تحسن بنسبة كبيرة في هذا الجزء الجديد.
في مواصلة مستمرة لمحتوى مراجعة لعبة God of War Ragnarok و هذه المرة مع عناصر أسلوب اللعب الذي تقدم اللعبة، فهذه الأخيرة حافظت على نمط و أسلوب الاربيجي الهجين إن صح التعبير، بحكم أن ليست جميع عناصر و أساسيات هذا النظام متواجدة بعدم إفساد التجربة، بحكم أنه أولا لا توجد أسلحة كثيرة جدا أمامك.
بالإضافة إلى أن قدرة اللاعبين على تطوير هذه الأخيرة تظل بسيطة جدا و ليست عميقة للغاية، و هو ما يجعل الجميع تقريبا متحمس لاكتشاف و تجربة اللعبة الطرح الذي نجح في المحافظة عليه إصدار God of War Ragnarok حقا، من خلال الإعتماد دائما على الأسلحة الرئيسية للبطل كريتوس بالإضافة إلى مفاجأة أخرى سارة جدا على موعد معها دون حرقها.
إلا أنها فعلا من خلال نظام التعديل و التخصيص كانت جد متميزة أولا عن طريق تطوير الأداء الخاص بها و استخدام مهارات جديدة بالكامل، تجعل التجربة في المغامرة دائما تدفعك إلى تجربة اشياء أخرى و هو ما يمكننا تسجيله حقا خلال تجربتنا.
حيث مع التقدم و ربح نقاط الخبرة، ستتمكن من تطوير خصائص و مهارات الأسلحة الخاصة التي تفتح المجال أمامك لاستخدام مهارات جديدة أثناء المواجهات مع الأعداء، الذين بدورهم خضعوا لعدة تغييرات رئيسية أولا من خلال إضافة أنواع جديدة بالكامل و كذلك تحسن الذكاء الاصطناعي طبعا حسب مستوى الصعوبة الذي تختار.
إد من شأنه أن يجعل تجربتك بكل تأكيد مختلفة حسب قدراتك الخاصة، لكن في المجمل يظل نظام المواجهات مع الأعداء و الزعماء فعلا قوي و صلب جدا يضيف المزيد للعبة God of War Ragnarok في جزئها الجديد، كما أن كمية التحسينات في شجرة المهارات عن طريق الإضافات ضمن الأسلحة تساعدك على الإبداع من خلال الدمج بالحركات و الكومبوات كما يقال، انطلاقا من تنويع الأسلحة في كل مرة و تفادي ضربات الأعداء.
بمعية استغلال خصائص الدروع الجديدة التي تقدم لعبة God of War Ragnarok تشكيلة قوية منها على طول المغامرة، الأهم أنها تجعلك غير مرتبط بدرع واحد و تغريك عدة أحيان إلى تغييرها و تجربة أصناف أخرى، حتى أن القدرات الخاصة بها تختلف من نوع لآخر و هو ما أضفى إضافة قوية لمحتوى أسلوب اللعب بمعية النقاط الإيجابية التي حققت اللعبة بصفة عامة.
إنطلاقا من تنوع الأعداء و دخول غزاة جدد هذه المرة، جميعها عناصر تغري حقا بالتجربة و تجعلك لا تتوقف خلال جلسات اللعب، حيث أحيانا و خلال تجربتي على امتداد الأيام القليلة الماضية استمرت إلى ساعات أولى من الفجر دون الشعور بمرور الوقت، وأعتقد أن آخر لعبة تركت لدي هذا الانطباع و الهاجس لاكتشاف المزيد و مستقبل الأحداث تعود إلى عام 2018 و تحديدا لعبة Red Dead Redemption 2، بحيث كان علي انتظار حوالي أربع سنوات للحصول على تجربة بنفس العيار الثقيل هذا.
و حقا لم تخيب الظن دون المرور إلى خصائص مهارات الشخصيات أثناء النزالات هي الأخرى و تحسين دروع الشخصيات بصفة عامة دون حرق، طبعا جميعها اضافات توفرت مع اللعبة الرئيسية السابقة، لكنها ارتقت في المستوى مع لعبة God of War Ragnarok و تغري بالاستكشاف لربح نقاط الخبرة و قطع التطوير، قصد فتح جميع الخصائص والقدرات المتواجدة أمامك في شجرة المهارات.
ما زلنا نخوض معكم في مراجعة لعبة God of War Ragnarok الشاملة، وهذه المرة مع عناصر أساسية ورئيسية إن صح القول داخل أي لعبة، و هنا الحديث عن الرسومات و تفاصيل العوالم في الألعاب وهو ما ننطلق بخصوصه بالنسبة لحصرية سوني الجديدة، حيث استخدم لتقديمها استوديو Sony Santa Monica محرك خاص به وهو بالمناسبة نفس محرك الرسومات الخاص بالجزء الأول.
الذي كان يعتبر خلال فترة إطلاقه فعلا أحد العناصر المتقدمة تقنيا على جهاز بلايستيشن 4، بعدما دفع بقدرات الجهاز إلى أقصى حد ممكن، و أكيد مع إطلاق جهاز بلايستيشن 5 للجيل الحالي، فقد كانت الأنظار متجهة لمشاهدة أداء لعبة God of War Ragnarok على هذا الأخير، و هو ما استطعنا مراجعته من خلال تجربتنا للعبة التي تميزت أولا بتوفير مجموعة من أنماط الأداء.
بين المخصص لدقة عرض 4K الحقيقية و 30 إطار بالثانية حيث يتيح لك هذا النمط الحصول على المزيد من الإعدادات المتقدمة من حيث جودة التفاصيل و المؤثرات البصرية، بالإضافة إلى نمط أداء يفتح خيار 60 إطار بالثانية مع دقة عرض في حدود 1800p، و التي من مميزاتها أنها تحافظ على جودة الرسومات والتفاصيل في العالم و بنفس الوقت تحصل على أداء اطارات عالي.
بالإضافة إلى أنماط حصرية لمستخدمي مدخل HDMI 2.1 عالي السرعة، و الذي يتيح نمط جودة بدقة 4K مع 40 إطار بالثانية و نمط أداء بمعدل 120 هيرتز بدقة عرض منخفضة حيث لم تتح لنا فرصة تجربتها لمدة طويلة، إلا أنها من حيث الأداء جعلت اللعبة تتيح خيارات متقدمة أمام اللاعبين من ملاك هذه الأنواع على مستوى الشاشات.
و فعلا توفقت في هذا الصدد و عند التدقيق في تفاصيل الرسومات اللعبة، توفر كما نعلم تسعة عوالم بالكامل تحتوي كل منها على بيئة خاصة بها، و كذلك أجواء مختلفة تماما من حيث المؤثرات البصرية و الطقس الديناميكي في العديد منها بتفاصيل دقيقة للغاية.
ناهيك عن الأجواء المحيطة ببيئة اللعب التي تقدم هذه العوالم من حيث تفاصيل المنازل و البيوت و كذلك تصاميم الشخصيات المتعددة في هذا الجزء، حيث تتيح لنا المغامرة تشكيلة صخمة من الشخصيات بتفاصيل و تصاميم دقيقة للغاية تشعر بوجودها فعلا بواقعية مطلقة، و مع تفاصيل المؤثرات البصرية في العالم فعلا جعلت هذه الأخيرة التجربة استثنائية في اللعبة و نخص بالذكر مؤثرات خاصة ببعض العوالم مثل البرق و الزوابع الرملية.
ناهيك عن مؤثرات الضباب و تفاصيل الإضاءة الديناميكية الواقعية للغاية بمعية غنى البيئات في العالم، و نخص بالذكر الغابات و كثافتها التي تحسنت بالنظر للجزء الأول، ما يبرز فعلا قدرات جهاز بلايستيشن 5 الذي تم استغلاله على نحو جيد و ما يعتبر أحد النقاط القوية، خاصة لحث اللاعبين على الاستكشاف في العوالم ضمن الأراضي الاسكندنافية التي يغلب عليها الطابع الثلجي كما نعلم مع مفاجآت غير منتظرة تماما.
وصلنا الآن إلى آخر نقطة في مراجعتنا الشاملة للعبة God of War Ragnarok، و هذه المرة مع أحد العناصر الأساسية في أي لعبة و هنا الحديث عن الصوتيات و الموسيقى، حيث قدمت سلسلة God of War بالعادة خلال أغلب العناوين السابقة مجموعة من المقاطع و الألحان القوية جدا التي ظلت راسخة في أذهان الجماهير حول العالم.
إلا أنه مع الإنطلاقة الجديدة في حقبة الأساطير الاسكندنافية في عام 2018 مع الاصدار السابق، فعلا وضعت السقف عاليا من حيث جودة المقاطع المستخدمة و هو ما سار على نهجه الفريق المطور Sony Santa Monica خلال الجزء الجديد لهذا العام بعنوان Ragnarok، الذي فعلا سار على درب النجاح و التميز المطلق للغاية.
حيث استطاعت اللعبة تقديم مجموعة و تشكيلة مختارة من المقاطع الموسيقية التي تواكب المشاهد السينمائية، حيث تتميز هذه الأخيرة فعلا بوجود لمسة و نغمة تهز المشاعر في اللاعب خاصة أثناء اللحظات الصعبة و القوية في أحداث القصة، حتى من خلال اللحظات التي تتميز بالأحداث الغامرة بالسعادة تشعر بقوة المقاطع الموسيقية في إدخالك بأجواء اللعبة و المغامرة بصفة عامة.
و ينصح دائما إستخدام سماعات الرأس أو أي سماعات كيفما كان نوعها حتى لا تفوت تلك المقاطع و كمية الاحاسيس، التي تأتي بالخليفة بالعادة عن طريق الحوارات في الرحلة و في كل جزء من العوالم التسعة، حيث كل واحد منها له لمسة و طابع خاص أحيانا قد يتحكم في نسبة الحماس لماهو قادم أمامك، و هو عنصر استثنائي في هذه اللعبة بالتحديد التي بصراحة لا اعلم كيف لكن لمست فيها سحر خاص من حيث المقاطع الموسيقية.
بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية بصفة عامة لمحتوى العالم، خاصة في المناطق المفتوحة التي تشعرك بوجود الحياة عكس الجزء السابق الذي يعطيك شعور بالوحدة في العالم، بعكس الإصدار الجديد God of War Ragnarok الذي نلاحظ مثلا فيه وجود حياة في البرية ببعض العوالم عن طريق وجود حيوانات تعيش في البراري و الغابات، بالإضافة إلى العديد من المفاجآت السارة بهذا الخصوص بكافة تفاصيلها حتى تلك المرتبطة بالمؤثرات الصوتية.
بلغت مراجعتنا للعبة God of War Ragnarok آخر المحطات عن طريق خلاصة لما تطرقنا إليه إنطلاقا من جميع الحواجز التي عبرت منها المراجعة الشاملة بأمان إلى غاية القفزة الأخير، حيث استطاعت اللعبة فعلا الوفاء حقا بما كنا نتوقع و نترقب من محتواها، و أعتقد شخصيا أنها أحد أبرز المرشحين للحصول على جائزة لقب السنة لهذا العام بعد تجربة استثنائية في عالمها، و استطاعت أن تشكل ختام اسطورى لحقبة الأساطير الاسكندنافية و أكيد أنها مغامرة لا تفوتكم في حالة توفرت الفرصة لتجربتها.
التقييم النهائي 10/10