بعد سنوات من طرح عدة أجزاء سلسلة Fallout و التي كانت تقدم لنا نظام لعب فردي فقط من خلال تجربة جد عميقة على هذا المستوى قررت شركة Bethesda أن تمنح اللاعبين محبي السلسلة العمل على جزء جديد يقدم تجربة لعب مختلفة جملة و تفصيلا حيث تمنح المستخدمين الشعور بمحاولة البقاء و ليس هذا فقط بل كذلك تجربة تعاونية من خلال طور لعب جماعي مكتمل الصفوف حيث تتطلب اتصال دائم عبر الشبكة و هو ما يجعل من توابل هذا الجزء مثيرة الإهتمام و قررنا في موقع GAMES4FANS أن نوافيكم بتجربة شاملة لهذه الأخيرة امتدت لعدة أيام بهدف الوقوف على مكامن الخلل و القوة في هذا الإصدار الجديد و الذي يمكنكم الإطلاع على مراجعتنا له من خلال الفقرات القادمة .
المعلومات الأساسية :
عنوان اللعبة : Fallout 76
المطور : Bethesda Game Studios
الناشر : Bethesda
النوع : آر بي جي
تاريخ إصدار اللعبة : 14 نوفمبر 2018
الأجهزة : بلايستيشن 4 و إكسبوكس ون تم البي سي
التقييم العمري : 16 سنة فما فوق
قبل كل شيء دعونا أولا نتفحص سيناريو اللعبة فهذه الأخيرة فعلا تقدم لنا سيناريو جد بسيط و الذي يتيح لنا الفريق المطور من خلاله التحكم بشخصية من سكان الملجأ 76 حيث يمكن تصميمها من الصفر و تدور أحداث اللعبة بعد 25 عام من الحريق النووي الذي إجتاح منطقة فيرجينيا الغربية حيث تظل أرضية الجزء الذي نحن بصدد الحديث عنه حيث ستشكل المنطقة التي سنصول و نجول فيها من خلال هذا الإصدار كما تأكد منذ فترة .
على مستوى القصة فنحن سنكون أمام عدة مهمات من أجل البقاء في هذا العالم و محاولة إعادة الحياة لهذه المنطقة من العالم و التي تحاول الخروج من هذه الكارثة النووي التي جعلت من الحياة فيها جد صعبة و كل شيء في العالم بات متأثرا بفعل المواد الكيميائية التي خلفت القنبلة النووية ، كل هذه التجربة يمكن الخوض فيها سواء من خلال لعب فردي أو من خلال اللعب الجماعي عبر أربع شخصيات من خلال نمط تعاوني كما سبق و أن أكدت خلال المقدمة ما يجعل من هذا الجزء فعلا إصدار مختلف جملة و تفصيلا عما سبق و أن قدم من قبل من طرف فريق Bethesda .
على مستوى المحتوى الذي تقدم اللعبة فهذه الأخيرة و على نفس منوال الأجزاء السابقة و لمن سبق له و أن جربها فهي تعد بمحتوى جد مهم على مستوى المهمات سواء الرئيسية أو تلك الجانبية كما لنا موعد مع مهمات محدودة الوقت حيث أن العالم في هذا الجزء يودع الشخصيات التي تعطيك المهمات و كل الأشخاص المتواجدين في العالم هم أشخاص حقيقيون إن صح القول حيث يمكن أن يكونوا موالين لك او عبارة عن أعداء و بالتالي المهمات ستقدم بشكل تلقائي من خلال الخوادم و ذلك عبر كل مرحلة تخوضها .
بالعودة للمحتوى الذي تقدم لعبة Fallout 76 فنحن على موعد مع نظام جديد و هو C.A.M.P حيث من خلاله يمكن بناء قاعدة عمليات خاصة بنا و التي يمكن خلالها تصميم الأسلحة و تطويرها تم التعديل عليها كما يمكن تصميم دروع و تطويرها أو صقلها في حال كانت متضررة ناهيك عن ذلك يمكن من خلال هذه المحطة أن ترتاح بعد رحلة طويلة و شاقة كما يمكن إطعام الشخصية التي تصمم من الصفر .
حيث ستتيح لنا اللعبة نظام تصميم و تعديل شامل على الشخصية دون أن نغفل الحديث عن الخصائص التي يمكن من خلالها تلقين الشخصية عدة مميزات و التي يمكن أن تقدمها بحسب الأسلوب الذي ترغب في إتباعه حيث يظل القرار لك من أجل الإختيار الشيء الذي ترغب في التركيز عليه من خلال تحربتك في اللعبة .
بالعودة لنظام المحطات والتي يمكن أن تنشئ في أي منطقة من عالم اللعبة فهذه الأخيرة تتيح عند تقدمك في المغامرة إمكانيات عديدة تتيح لك إيواء اللاجئين في عالم اللعبة و العديد من الميزات التي ستتيح حيث كما نعلم فهذا الجزء يأخد من نظام البقاء كأسلوب محدد و فعلا نجح في طرح هذا الأمر بشكل متقدم جدا و مشروع Fallout 76 يظل واعد و قابل للتطوير أكثر في المستقبل لما لا من خلال تحديثات و محتويات من شأنها أن تقدم من طرف الفريق المطور .
لا يفوتنا المرور دون الحديث أيضا عن المحتوى الذي يقدم عالم اللعبة و الغني جدا بالمحتويات سواء من حيث المنازل القديمة و كذلك المداشر التي تضررت بفعل الكارثة النووية حيث يمكن أن نجد محتويات للسكان تروي لنا أحداث ما قبل الكارثة و كذلك مؤن من شأنها أن تؤمن للشخصية التي تصمم في هذا العالم البقاء لأطول مدة ممكنة .
كما يمكن البحث عن موارد و تجميع البعض منها حيث ستحتاج من أجل تصميم أي شيء في اللعبة لموارد طبيعية و التي تحصل عليها من خلال تجولك في العالم و البحث بشكل مدقق و بالتالي يجب الصبر كثيرا و هو ما يجعل من هذا المشروع فعلا ليس من الألعاب التي تظل موجهة للجميع حيث لن تقدم للجميع التجربة التي يرتقب هؤلاء فكل منا يملك ذوق خاص به و لعبة Fallout 76 تظل موجهة لنوعية محددة من اللاعبين من محبي هذا الشكل من الألعاب .
حيث تعتمد على عنصر البقاء وتجميع الموارد و خوض مهمات تتطلب النفس الطويل الشيء الذي يجعل منها فعلا تجربة مختلفة كليا حتى عن أجواء السلسلة السابقة و التي كانت بالرغم من ذلك تملك ذلك الأسلوب المباشر لكونها لم تكن تركز بشكل دقيق على التصميم و صنع كل المعدات بأنفسنا حيث تجد كل شيء جاهز لكن هنا يجب صنع كل العتاد من خلال عناصر محددة .
على مستوى أسلوب اللعب فهذا الجزء و مثل الإصدار السابق Fallout 4 يحافظ على نظام الأربيجي المتقدم جدا و الذي يظل متميز في هذه الأخيرة الشيء الذي يجعل من هذا الجزء يسير وفق النمط التي تتبع السلسلة قبل سنوات و هو ما يمكن أن نجد من خلال هذا الجزء الجديد حيث لم يغير الكثير الفريق من هذا النمط لكن بالمقابل تم التخلي عن نظام الإعادة و الذي كان من الضروري أن يغادر السلسلة في هذا الجزء بحكم أنه يركز على اللعب الجماعي .
و بما أنه لا يمكن توقيف المرحلة فقد ضحى الفريق بهذا النمط الذي كان متواجد في السلسلة و عوضه بنظام التصويب التلقائي حيث يؤشر هذا الأخير بشكل أوتوماتيكي على النماذج كما تم دمج معه نظام تحديد نقاط الضعف و التي تظل من بين الأساليب و الأساسيات داخل السلسلة منذ زمن طويل و في هذا الجزء تقدم بشكل مختلف عن ما عهدناه عليها لكنها تظل موجودة بشكل ذكي كما يمكن من خلال نظام اللعب في هذا الإصدار الإستفادة من عدة خصائص تم الزج بها عبر شاشة التحكم V.A.T .
و التي تتيح لنا الحصول على عدد مهم من الإمكانيات التي ستجعل من التجربة متميزة من خلال نظام اللعب سواء في التعديل على الأسلحة أو إستخدام النماذج التي تكون مخزنة لدينا من خلالها حيث تعتمد بشكل أساسي على اللعب بأسلوب الأربيجي و الذي بلا أدنى شك يظل هو الشيء الذي يجعل من هذه السلسلة فعلا متميزة بالنسبة للمحبين و هذا الجزء الجديد من خلال التجربة التي كانت لعدة أيام يمكن ان اجزم بأنه قد لا يروق كثيرا للملتحقين الجدد بالسلسلة على عكس اللاعبين رواد هذه الأخيرة .
حيث مما لا شك فيه سيستمتعون بمحتواها و وجود عدة معالم تذكرهم بالإصدارات السابقة ، على مستوى نظام التصويب فهذا الأخير يحافظ على الأسلوب الكلاسيكي الذي كان و لا يزال معتمد من خلال هذه الأخيرة ناهيك عن تواجد نظام تخصيص الميزات الخاصة و التي يمكن في هذا الجزء التعديل عليها بشكل متقدم جدا و الإختيار فيما بينها .
حيث تعتبر وسيلة من أجل إختيار المسار الذي ترغب في أن تسلكه تجربتك من خلال هذا الجزء الذي يظل من خلاله طور اللعب الجماعي في الواجهة بشكل كلي مع لمسات هنا و هنا من أطوار اللعب الفردي للجزء الرابع لكن إجمالا فنحن أمام تجربة مختلفة كليا عن ما عهدناه على هذه الأخيرة حيث تعتمد في التجربة على البقاء و محاولة إستخدام المؤن التي تجد في العالم بشكل معقلن و بتركيز و عدم إستنزاف الموارد التي تحصل عليها للبقاء أطول مدة ممكنة في هذه الأخيرة و تجعل من تجربتك متميزة خلالها .
تطرقنا خلال موضوع سابق على الموقع عن كون فريق Bethesda لا يفكر في تغيير محرك الرسومات الخاص به و الذي مرت عليه ما يناهز 11 سنة على تصميمه و ظل في كل مرة يستفيد فقط من تحديثات وتحسينات طفيفة على مدى المحتوى الذي يقدم و الميزات التقنية حيث عزى هذا الأمر الفريق لكونه محرك جد سهل الإستخدام و يتيح إمكانيات على مستوى تصميم العالم بشكل بسيط جدا .
لكن تقنيا أعتقد أن هذا المحرك لم يعد لديه ما يقدم فعلا وأصبح يشكل عبئا على الفريق و الدليل هو مشروع لعبة Fallout 76 و التي للأسف لم تقدم لنا تلك القفزة التقنية على مستوى الرسومات حيث لم تقدم ما كنت شخصيا أنتظر على هذا المستوى حيث أن الرسومات تظل جد متوسطة سواء من حيث جودة التكسترات أو من خلال نظام الإضاءة وهناك نماذج من مطورين مستقلين قدمت جودة أفضل مما يطرح محرك الرسومات .
حيث نتفهم أن فريق Bethesda لا يرغب في إنهاء العمل به بحجة أنه يتيح للمطورين عدة إمتيزات من أجل ربح الوقت لكن على مستوى الجودة فهذا الأخير بات قديم جدا و نشعر بمرور الوقت عليه و بات وكأن الألعاب التي يقدم تعمل على أجهزة الجيل الماضي ناهيك عن المستوى التقني الغير المستقر للعبة حيث و من خلال مغامراتنا داخل عالم لعبة Fallout 76 فهذه الأخيرة كانت جد ضعيفة تقنيا حيث من خلال تجربتها على جهاز بلايستيشن 4 برو فقد كان معدل الإطارات غير مستقر بتاتا .
رغم أن اللعبة لا تصل نهائيا لدقة عرض 4K حيث تظل محدودة فقط في دقة 1440p إلا أن هذا لم يجعلها تقدم لنا تجربة ممتازة تقنيا و في أكثر من لحظة واجهتنا مشاكل مثل هبوط معدل الإطارات في الثانية تم أيضا اخطاء في عالم اللعبة و التي من دون شك مع إتصالها بالشبكة فقد كان من المتوقع أن تشوبها عدة مشاكل الشيء الذي يستوجب تحديث من أجل إصلاح ذلك .
عموما من ناحية الألوان و كذلك التنوع الطبيعي في هذه الأخيرة فقد كانت اللعبة متوازنة و تقدم غنى على هذا النطاق لكن بجودة جد متوسطة كما أشرت و لم تصل لتطلاعتنا و فعلا كانت مخيبة على هذا المستوى و من يعتقد أن اللعبة ستمنحه تجربة رائعة رسوميا يمكن أن أؤكد لك اخي اللاعب أن لا تنتظر الشيء الكثير على هذا المستوى .
سواء من حيث جودة التكسترات أو من حيث تصاميم الشخصيات التي تظل محدودة جدا تقنيا بالرغم من كون معدل الإطارات محدد في 30 إطار بالثانية من خلال تجربتنا على جهاز بلايستيشن 4 برو .
بعدما تطرقنا من خلال الفقرة الماضية لكل ما له علاقة بالرسومات و جودة عالم لعبة Fallout 76 نخوض الآن في شق جد مهم من خلال المراجعة و هو المتعلق بالصوتيات و الموسيقى من خلال هذا الإصدار حيث و خلال هذا الجزء فقد حاول الفريق الرفع من مستوى ما تقدم السلسلة خصوصا على مستوى المؤثرات الصوتية و الموسيقى التي سنكون على موعد معها من خلال اللعبة ككل عبر المغامرة التي نخوض .
حيث ستضرب لنا موعد مع باقة جد مهمة من المقاطع الموسيقية و التي تقدم سواء عبر محطات الراديو التي تكون مدمجة مع جهاز Vault-Tec كما سيكون لنا موعد مع مقاطع موسيقية يمكن الإستماع إليها بشكل مدمج مع المراحل التي نخوض حيث تقدم لنا نظام ديناميكي كما هو الحال في جميع الألعاب التي باتت تتوفر في الفترة الماضية حيث يمكن من خلال المغامرة أن نرصد بأن الموسيقى يرتفع منسوبها حسب الأحداث التي نحن بصدد عيشها .
و هو أمر فعلا يمكن أن نلاحظه بشدة من خلال لعبة Fallout 76 أكثر من أي لعبة بهذا النوع و قد ركز على ذلك الفريق كما تم العمل على طرح عدد مهم من المؤثرات الصوتية التي تجعل المستخدم يغوص في العالم بشكل كلي و يتخلى عن كل السطحية التي من شأنها أن تسود تجربة اللاعب ، فيما يتعلق بالشخصيات نحن على موعد مع عدد مهم من الشخصيات التي سنلتقي بها من خلال المغامرة في هذا الجزء و التي كل واحد منها يملك نبرات صوتية خاصة به .
و فعلا النسخة الأصلية من الأصوات تم العمل عليها بشكل دقيق جدا لو أن الشخصيات إحتمالات ليست وفيرة جدا خلال هذا الجزء حيث كما تطرقت لذلك عبر الفقرات السابقة فقد تغيرت اللعبة من خلال هذا الجزء على كل ما له علاقة بالنظام السابق بحكم أنها تجربة تركز على اللعب الجماعي و التعاوني بشكل محدد ، لكن على مستوى الصوتيات و الموسيقى فقد كانت في المستوى عبر هذه الأخيرة و لم تخلف الموعد مع جمهورها .
كخلاصة لمراجعتنا للعبة Fallout 76 فهذه الأخيرة بالرغم من بعض النقاط التي جعلت من التجربة نوعا متوسطة إلا أنها بالرغم من هذا كله تظل جزء من سلسلة Fallout ونجد أساسيات نظام الأربيجي الذي إعتاد عليه جمهور هذه الأخيرة من خلال الإصدارات السابقة و لا يمكن أن نبخس المجهود الذي قام به الفريق من خلال الفكرة بشكل عام حيث أراد أن يمنح المستخدمين تجربة تركز على عنصر اللعب التعاوني وهو ما نجح فيه بشكل جزئي الفريق بالرغم من الخيبات التي كانت من خلال تجربتي خصوصا غياب ذلك النمط الفردي الذي لا يحتاج للإتصال عبر الشبكة و الإجبارية التي تحتاجها دائما من أجل الولوج للعبة حيث تتطلب اتصال دائم بالشبكة ناهيك عن الرسومات التي لم تكن بالمستوى الممتاز و المنتظرة من جمهور السلسلة ككل خصوصا و أن المحرك بشكل عام أصبح قديم جدا و عبأ على الفريق كما أشرت من خلال المراجعة ، غير ذلك فتجربتنا من خلال عالم لعبة Fallout 76 كانت غنية جدا من حيث المحتوى و انصح بها جل محبي السلسلة بحكم أننا دائما على موعد مع جزء من هذه الأخيرة رغم السلبيات التي يمكن أن تصقل من خلال التحديثات القادمة إليها من دون شك .
التقييم النهائي : 7,5/10